أحمد كايا.. صوت الحب والكفاح

أحمد كايا ..

صوت الحب والكفاح

واحدٌ من عدة نجوم أضاؤوا سماء تركيا بنتاجهم الانساني ناظم حكمت ، عزيز نيسن، يلماز غوني، يشار كمال وغيرهم ،
واحد من أربعةتقدميين كرد سجنوا أوماتوا في المنافي ،او اغتيلوا على يد عصابات الدرك الفاشية لانحيازهم لمسحوقي تركيا وكادحيها من جهة ورفضهم الظلم والانكار الواقع على شعبهم الكردي في تركيا من جهة أخرى، يلماز غوني في السينما يشار كمال في الرواية وموسى عنتر في الصحافة والكتابة واحمد كايا في الغناء،
غنى الملايين أغانيه اغاني المقاومة ولم يخفوا عشقهم لها في أحلك الظروف لانه انتصر باغانيه للحياة في وجه العسكر والديكتاتورية ،لتترعرع أجيال على صوته ويغدو رمزاً للثورة والحياة والمقاومة
ولد احمد كايا في ملاطية لأم تركية وأب كردي في الثامن والعشرين من تشرين الاول عام ١٩٥٧ .
اضطر للعمل وترك الدراسة عند انتقال عائلته الى استنبول عام ١٩٧٢ عمل بائعاً متجولاً ثم سائق تاكسي والعمل في محل لبيع الكاسيت ،دخل السجن وهو في السادسة عشر لمشاركته في طباعةوتوزيع منشورات وملصقات سياسية ممنوعة معارضة للحكومة ..
لم يجد وهو في السادسة من عمره -نتيجة شغفه بالموسيقا-سوى صندوق من الصفيح يستعمله كطبلة ،وانهمرت دموع الفرح والسعادة من عينيه عندما أهداه والده في عيد ميلاده الثامن آلة طنبور ، وفي التاسعة من عمره اعتلى المنصة لأول مرة في الأول من أيار في الاحتفال الذي أقامه عمال المصنع الذي يعمل فيه والده ويلج باب الغناء والعزف على آلة الباغلمة
عندما خرج شريطه الأول ذو النبرة السياسية الواضحة والمهداة الى أمه( لا تبك يا صغيري) للنور ظل ينتظر البوليس مدة طويلة لانه كان يعرف ان مثل هذا الشريط قد يودعه السجن مدى الحياة ثم أصدر البومه الثاني (الألم)وتتالت البوماته(الدخل)،(كلمات الفجر),(الديمقراطية المتعبة),(انا أحدد),(الورد المتفائل),(جدار الحب),(رأسي في ورطة ),(ممنوع اللمس),(غيرسهل),(أغنية الجبال),(وميض النجوم),(ضد أصدقاء العدو),ونال عليه جائزة الموسيقار من تلفزيون شو وصدرت بعد وفاته عدة أغنيات ألفها في حياته(وداعاً عيوني) ،(ابك قليلا)وصلت اصداراته لأكثر من ثلاثين أصداراً
البومه(لا تبك يا صغيري) احتل قائمة الأكثر مبيعاً في تركيا ولمحتواه السياسي الداعم للقضية الكردية جُمِع الالبوم من الأسواق ومنع من التوزيع، أما البومه الذي احتوى على أغنية نداء الحرية ( أخوك سيعود من الجبل يوما ما احتضنه يا صغيري )فقد بيع منه اكثر من مليونين ونصف نسخة،
رغم انه منع من اقامة الحفلات لكن صيته ذاع واشتهر بين الناس الذين احبوه ليصبح مغني الشعب وفنانه الأول على اختلاف اعراقهم وقومياتهم
تزوج كايا مرتين ولمعاناته من الفقر والبطالة هجرته زوجته الأولى فتزوج ثانية من غولتن خيال اوغلو اخت الشاعر يوسف خيال اوغلو الذي تعرف عليه كايا من خلالها ولحن الكثير من اشعاره وغناها .
في الحفل الذي منح فيه كايا جائزة أفضل مغني للعام والتي نظمها جمعية صحفيي المجلات وفي كلمته التي القاها بهذه المناسبة توجّه بالشكر للشعب التركي والصحفيين القائمين على الحفل ثم قال :ان البومه القادم سيحتوي على اغنية كردية يغنيها بلغته الام واضاف :اذا منعوا الاغنية فلا ادري كيف سيحاسبون امام الرأي العام التركي ؟
لينهال عليه الحضور من اليمين التركي وفنانيه بشتمه والقاء الملاعق عليه ،واتهامه بالانفصالية ،ثم اتهم باهانة الوطن ورفعت ضده العديد من القضايا في محاكم استنبول
في لقاء تلفزيوني قالت زوجته : بلحظة واحدة تحول أولئك الأنيقون والأنيقات الى بهائم ،خلال خمس دقائق تغير كل شيء .
تم توقيف بيع البوماته وتمزيق صوره ،وكانت تصله رسائل تهديد بالموت ( كيف تربد ان تموت ؟ خنقاً بالسلاسل الحديدية أم بطريقة اخرى ) وصدر عليه حكم بثلاث سنوات وتسعة شهور سجن مع الأشغال الشاقة
استطاع أحمد كايا الافلات من قبضتهم والسفر الى فرنسا ليعيش فيها بقية حياته .
اثناء تحضيره لالبومه الأخير كروان والذي احتوى على الاغنية الكردية سالفة الذكر توفي احمد كايا في السادس عشر من نوفمبر عام ٢٠٠٠ وهو في الثالثةوالاربعين من عمره ودفن في مقبرة العظماء بباريس الى جانب الكاتب والمخرج السينمائي يلماز غوني
من أقواله *لم نسع الى تقسيم البلاد وانما توحيدها ،وهم كان لديهم مشكلة في فهم ذلك *
*كل شيء من اجل السلام ،كل شيء من أجل الاخوة ،كل شيء من اجل الصداقة ،تلك كانت قصيدتنا الأساسية *

اترك تعليقاً

Scroll to Top