يأخذني الشِّعرُ من يدي

سليمان أحمد

.

يأخذني الشِّعرُ من يدي

نخرجُ سويّاً إلى الحقولِ

ننثرُ القمحَ للعصافيرِ

نفتحُ الطّريقَ أمام ساقيةَ الماءِ لتذهبَ بعيداً في قلب الزّرعِ الطّريّ

نغلقُ جروحَ الأشجارِ المفتوحة

ونمضغُ عنبَ الشوقِ

فالصّباحُ طيّبٌ وعلينا أنْ لا نتركهُ يهربُ منّا كأرنبٍ مذعورٍ

.

يأخذني الشِّعر من يدي

نخرجُ سويّاً إلى الحربِ

مزنّرين بألغام القصائدِ

نغنّي للأزاهيرِ البائدةِ

لأحذيةِ الأطفالِ المرميّةِ في شوارعِ الخوفِ المقطوعةِ بسكاكينِ الحريّةِ

ولقلوبِ الأمّهات المحطّمةِ

لوطنٍ لا يكفُّ عن ابتلاعِ أبنائهِ الطّيبينَ

للشهداءِ الذين يعلّقون قلوبهم على الأشجارِ ويرحلونَ

.

يأخذني الشِّعر من يدي

نخرجُ سويّاً إلى المجهولِ

حاملينَ أنفسنا الكئيبة

العالمُ شارعٌ واحدٌ

صوتٌ واحدٌ

جثثٌ متشابهةٌ

آسيا نسخةُ كربونٍ عن أفريقيا

وأفريقيا نسخةٌ عن أمريكا الجنوبيّةِ

وأمريكا الجنوبيّةِ نسخةٌ عن مثلثِ برمودا ومثلثُ برمودا نسخةٌ طبق الأصل عن قلبي المزدحمِ بالأسرارِ وأعواد المشانقِ

.

يأخذني الشِّعر من يدي

نخرجُ سويّاً إلى المقبرةِ

نغنّي للموتى..

ونهديهم موبايلاتَ حديثةَ

وأجهزةَ تنصّت علينا،

حتى لا يشعروا بالوحدةِ

الموتى أناسٌ طيّبون تخلّت عنهم الحياةُ في غفلةٍ، وعلينا أن نغسلَ رؤوسهم بالقصائدِ .

.

يأخذني الشِّعرُ من يدي

نخرجُ إلى الغابةِ القريبِةِ

بملابسنا الخفيفةِ ..

نحلقُ رؤوسَ الأشجارِ

ونأكلُ التّوتَ ببشاعةٍ

ونستقبلُ الشّمسَ

برؤوسٍ عاريةٍ وأسنان قرمزيّةٍ .

اترك تعليقاً

Scroll to Top