مٓنْ خٓدمٓ القيصر ..؟

كريم عيسى

.

حين تعمل قناة الجزيرة والعربية والحدث والسي ان ان والكونغرس الامريكي وقطر وتركيا على إظهار شخص ما أنه بطل قومي، فأن ذلك يولد لدي شعورا داخليا بالشك والتريث .

وهنا أقصد شخصية القيصر، فريد ندى المذهان،وبما أن الموضوع ومن بداياته محاط بالسرية التامة فمعلوماتنا تبقى قاصرة عن فهم كل العملية من بداياتها وحتى استصدار قرار من الكونغرس تحت اسم القيصر وفرض عقوبات اقتصادية ومالية قاسية على الحكومة السورية السابقة عام 2019 ولتاريخه حتى بعد اسقاط النظام السابق .

علما أن القانون حدد بمدة 10 سنوات وسمي ب( قانون حماية المدنيين ) يستهدف الحكومة السورية وداعميها .

بغض النظر عن الدوافع التي دفعت المذهان وصديقه أسامة العثمان ( سامي ) وباقي أفراد الشبكة الصغيرة في جمع الأدلة والصور لحالات التعذيب والجثث – حوالي 49 ألف صورة – نتيجة الانتهاكات التي كانت تحدث في السجون والفروع الأمنية السورية، والمخاطرة الكبيرة في تسريب هكذا صور، فأنها في النهاية تم استغلالها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في فرص عقوبات قاسية على الشعب السوري بحجة فرضها على نظام الأسد وتسببت ومازالت تسبب الكثير من المعاناة والعذاب للسوريين على الرغم من سقوط النظام السابق وانتهائه .

وهنا نستعيد قصة مشهورة أنه في عام 1867 إخترع العالم نوبل ( متفجرالديناميت ) وحصل على براءة اختراعه في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا عام 1868 الأمر الذي جلب له شهرة واسعة وثروة ضحمة .

ولكن استخدام الديناميت لم ينحصر في تفتيت الحجارة والمقالع الحجرية، بل أصبح أداة قتل عالمية وتستخدم بشكل رهيب في الحروب والقتل والدمار، مما أصاب العالم بالصدمة والاحباط، فأوصى بر صد كل أمواله بعد مماته في جائزة تحمل اسمه تمنح لكل مساهم عالمي كبير في ترسيخ السلم العالمي .

وإذا صدقت نوايا المذهان وصديقه سامي في فضح الانتهاكات في سجون النظام السابق، ولكنهما أوصلا الأدلة للذئاب التي لا تهمها أبدا حدوث انتهاكات من عدمها، ما يهمها هو مصالحها وأطماعها الامبريالية في بلادنا .

اترك تعليقاً

Scroll to Top